Pages

Thursday, December 16, 2010

خروف !!


خروف


ذكرني بـ مايك تايسون




نعم ان الخروف الان يحق له ان يتفاخر بنفسة وان يصل معها لأبعد مراحل الزهو و الاعتزاز الذي يجعله يرى كل الاشياء صغيرة و اقل منة بمراحل , لأن سعرة ببساطة قد تجاوز المئة وخمسين دينارا في حالة كونة عربيا و النصف ان كان اجنبيا , وهذا هو المجال الوحيد الذي نتفوق فية نحن العرب على الاجانب , فنحن و بكل اسف ارخص منهم في كل شيء , في قيمتنا وفي عاداتنا وفي تطورنا وفي علاقاتنا وانجازاتنا وفي احترامنا لحقوق انسانيتنا ... او حيوانيتنا احيانا , لكن ان صار الموضوع لخرافنا فإن خرافنا العربية تساوي عشائر كاملة من خرافهم و قيمة الخروف الواحد منا ... اقصد من خرافنا , يوازي قيمة اسدين و اربع احصنة وفيلين و حمار وحشي و خمسة تماسيح !!

نسيت ان اقول لكم (عيدكم مبارك) مثلما نسيت التمني لكم بحياة سعيدة و مبهجة , و السبب لأنني لا اعتبرة عيدا !! فهو يوم اخر عادي سينقضى ويمر دون ذكر لا يختلف عن بقية ايام الروزنامة , والسبب ببساطة لأنهم سلبونا فرحتة و حرمونا من معنى السعادة و التهليل المصاحب له بكل ظلم و وحشية تماما كما سلبوا منا اعمارنا وحياتنا - رزقهم الله بجلطة سريرية او بأمعاء حديدية او باجهزة تنفس مطاطية تصاحبهم الى آخر ايامهم لا اطال الله اعمارهم ....... وعمري .

كثير منا - بالتحديد البدون - الان يعجزون عن مجرد شراء خروف العيد بسبب اوضاعهم المادية الصعبه التى جعلت راتب احدهم الشهري الذي لايتجاوز المئة والثلاثين في احيان كثيرة حتى وان كان جامعيا اقل من قيمة ذلك الخروف الذي لم يتطور بنظرية داروينية جديدة !! فهو خروف منذ ان عرفناه , و ابدا لم يصبح نابغه في حل المسائل الحسابية مثل فيثاغورث او فيلسوفا في طرح و اختراع النظريات العلمية كإينيشتاين او اديبا و ربما شاعرا يمتع بأبيات غزلية مثل ابو فراس الحمداني او حتى رساما يبدع في رسم لوحات خروفية مثل بيكاسو او مطربا يقلد حركة مايكل جاكسون الشهيرة (ووك اون ذا موون) او حتى عازفا يمتلك القدرة على (دق الهبان) . فهو خروف في النهاية والبداية لم يتغير فيه سوى سعرة الذي اصبح (نار كبرااااا) , و ان كان ذا شأن بين قومة و افراد عشيرتة الخروفية فتلك المكانة ستكون فقط بسبب قرنية في حالة امتلاكة لهما لا لشىء آخر !!

بعد ان اقول اعان الله البدون و اعان الله قلبي الذي اصبح مثل (الطابوقة الجيرية) لعدم اكتراثة بشيء , اتذكر الان بعض الايام الجميلة التى تصاحب فترة العيد , مثل تلك الايام السابقة له بقليل والتى نذهب فيها الى (صفاة الغنم) او سوق الغنم مع الوالد او الجد و تلك القدرة على تلافي نصب العمال (البنغالية بالتحديد) في نفشهم لصوفة بإستشوار و كأن ذلك الخروف عريس جديد سيزف قريبا حتى يظهروا للمشتري بأنة خروف (مربرب و مربي على العز و الدلال) مثل اى خروف استقراطي و ابن (حمولة) , فنختار بخبرة تعلمناها من الـ(شياب) الخروف الامثل لتمثيل دور الاضحية في هذا العيد ... قبل ان نضعه في (صدر الوانيت) او ان كانت الاقدار غاضبة عليه (في دبة السيارة) يقاسي اصطداماتة بالـ(سبير) دون ان نأبه لـ (ماعااااااتة) المزعجة و الممتعه و التى يخيل لى انها (يبووووو الحقوني) !! الى صباح اليوم الاول منة والذي تنحر فيه الاضحية مهما علا شأنها وجل قدرها في الساحة الخلفية للمنزل وسط تجمع وتجمهر من قبل اطفال الشارع والذي لو علمت به وزارة الداخلية لاعتقلتهم جميعا او لفرقتهم بمطاعات جديدة و قنابل دخانية اخرى كما تجيد و تبرع اكثر م ناي شيء آخر , و لاعزاء لقرارات المسلخ المركزي الذي ناشد المواطنين اخيرا بضرورة ذبح ذبائحهم في مسلخهم مشددين بأهمية الالتزام بقرارات العمة الاخرى استراليا و التى اشترطت بيعهم الخراف بمقابل ان يعاملوها بإحترام و ادب !!
مشهد جميل رغم وحشيتة هو اول مشاهد العيد و تحديدا المشهد الصباحي الاول الذي يتجمع الاطفال بملابسهم الجديدة حول الأخ الكبير او العم او الاب الذي يذبح خروفهم الذي كانوا يلعبون و يلهون فيه طوال ايام مكوثة في الساحة الخلفية و يعتبرونة حصانا يركبون فوقة احيانا و ارنبا يلهون فيه احيانا اخرى حتى تحين ساعه الذبح المحتومة و المقررة سلفا ....
لكن اجمل تلك الذكريات و التى يستحيل ان انساها هي عندما كان عمري انذاك 15 سنة , اتذكر ان خروفنا المحترم لم يرضى بمصيرة فلم تعجبة الحظيرة الخلفية التى وضبناها له طوال فترة مكوثة في بيتنا او ربما لم يكن لون الحبل الذي ربطناه به الى (الحنفية) قد راق له ولا استبعد انة لم يكن راضيا عن كسرات الخبز و قشور البطيخ التى كنا نقدمها له فلربما كان قد اشتهى (ورق عنب و مرقوقة) لكننا لم نفهم ما ارادة , فقرر ان يتحول لكلب (سلوقي) عند اقرب فرصة .. وكان له ما اراد !! لا انسى اننى ركضت كما لم اركض في حياتي خلفة ومن خلفي ثلاثة شباب و هندي كانوا للتو قد خرجوا من المسجد لتكون مطاردة ماراثونية قطعنا من خلالها نصف المنطقة ..... في النهاية (صدناه) ليواجه مصيرة الذي لامفر منة .


نقاط مهمة :
- الاسر المتعففه كثيرة , هي بالتاكيد تعجز عن شراء اقل القليل و تحتار في كيفية توفير لقمة عيشها و غدائها او عشائها , في وقت يحتار كثيرين منا في اين يقضون عطلتهم لهذا العيد و الى اي دولة يتوجهون , بكل البذخ و الاسراف و الاحساس بالآخر و بأن هناك حقا فرضة الله عليهم تجاه غيرهم , و للاسف اكررها بأن هناك اناسا لايعيشون بيننا , فلا هم يؤمنون بان هناك شخص قد تشاجر بسبب (خمسين فلس) وقعت من جيبة اثناء صلاتة في المسجد لياخذها احدهم قبل ان يتشاجر معه لأنه كان لايمتلك غيرها وكان ينوي شراء كيس خبز بها !! او حتى كالآخر الذي ينام اطفالة في ايام كثيرة دون عشاء !! فنحن في الكويت وللاسف الشديد عبارة عن عالمين ... عن وجودين ... عن طبقتين واحدة تعيش في السماء مع الدببة الحنونة , و الاخرى تعيش في قعر القاع !!

- لو أننا في بلد محترم و متطور او حتى (نص شماغ) و اقل من المتوسط لقلت بضرورة ان يكون عندنا مشروع قومي كبير نلتف من خلالة ومن حولة يكون هذا المشروع متجذرا ومتشعبا ليغطي مجالات كثيرة سوف تعود بالنفع على الكويت بالدرجة الاولى والاخيرة ... وانا هنا اعني مشروع الزراعه الشاملة و تربية الثروة الحيوانية و السمكية , بمعنى ان هذا المشروع سوف يكون مقرة في صحراء الكويت , فنقوم بخبرات وطنية و ايدي وطنية بزراعه الصحراء و تخصيص مناطق لتربية الماشية والابقار و زراعه الاسماك , فنوفر بذلك احتياجاتنا من الجانبين الزراعي والحيواني اضافة لاننا سنوفر فرص عمل حقيقية تقضى على البطالة المتفشية المقنعه منها والحقيقية , هذا غير اننا سوف نجلب التحسن للمناخ الغباري و للجو الذري الذي اصبحنا نعيش فية, وهذا المعني الحقيقي لـ(ضرب اكثر من عصفور بحجر واحد) , عدا عن كوننا سنوفر كثيرا من دخلنا النفطي واعتمادنا المطلق عليه , وانى اجزم بأن اى تقييم او دراسة للجدوي لهذا المشروع الكبير الوطني سوف تكون ايجابية وسوف تكون الفائدة اكبر بكثير من قيمة الصرف الذي لايذكر عليه .... لكن انك لو اسمعت لناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي , فاللاسف الشديد جل اعتمادنا هو على النفط ولاشيء غيرة دون ان ينتبه المسؤلون الذين يحتارون في كيفية تعمير وتكبير كروشهم و ارصدتهم بهذا الخطر الذي وعت له نظيراتنا من جيراننا في المنطقة .
 
 
 
==========================================================
==========================================================
 
 

No comments:

Post a Comment